استأصلوا هذا الجنس اللعين: إبادة 112 مليون أمريكي في حروب جرثومية

 

 ومن بين الشهادات الصادمة والمثيرة، أن السلطات الأمريكية ظلت تفرض التعقيم الإجباري على نساء الهنود الحمر إلى غاية العام 1980 وذلك بهدف توقيف النسل ومنع تنامي السكان الأصليين وتجذرهم!.

 

العائد من نيو مكسيكو: جمال لعلامي

منقول عن الشروق أون لاين

* مجمعات سكانية “مستقلة”تدين بالولاء والطاعة لشيوخ العشائر قبل الرئيس الأمريكي

بدأت زيارتنا إلى سانتافي – نيو مكسيكو، بمطبات هوائية، عشنا خلالها لحظات من الرعب قبل نزول طائرة “ديلتا” على أرضية مطار ألبوكيركي وسط المدينة، وهي المدينة التي تعتبر مهد ولحد “السكان الأصليين” لأمريكا أو ما يُعرف بإسم “الهنود الحمر”، الذين يعيش أغلبهم في محميات تحكمها قوانين خاصة وعادات وتقاليد لا تجدها عبر باقي الولايات المتحدة الأمريكية.

 ونحن بنيو مكسيكو، تلك المدينة الهادئة والساحرة، وقفنا على اعترافات وشهادات واردة على لسان بعض أعيان وممثلي “الهنود الحمر”، تروي الماضي المرّ والأحمر، الذي تقرأه حقائق مذهلة يقولون إنها غير مدوّنة في التاريخ الرسمي لأمريكا التي اقتصرت في نظرهم على “اكتشاف” كريستوفر كولمبس، في وقت مازلت فيه بعض الولايات مثل ألاسكا لا تعترف بالسكان الأصليين لأمريكا.

تعقيم إجباري لنساء الهنود الحمر

ويقول “السكان الأصليون” الذين يقدّمون أنفسهم على أساس “الضحية”، إن العديد من الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة الأمريكية، تمّ رميها في القمامة بعدما كذب السياسيون على الهنود واغتصبوا أراضيهم، بعدما كانوا يعتقدون خاطئين بأن أراضي الهنود الحمر تنام على حقول النفط والغاز ومغارات الذهب.

 ومن بين الشهادات الصادمة والمثيرة، أن السلطات الأمريكية ظلت تفرض التعقيم الإجباري على نساء الهنود الحمر إلى غاية العام 1980 وذلك بهدف توقيف النسل ومنع تنامي السكان الأصليين وتجذرهم!.

ويروي السكان الأصليون معاناتهم ومأساتهم مع مسلسل الإبادة الذي خلف حسب أرقامهم، ما لا يقلّ عن 50 مليون قتيل، وهو ما تمّ تدوينه في كتاب “المحرقة الأمريكية”، أو “الهوليكوست الأمريكي”، حيث يستغرب بهذا الشأن، أساتذة بجامعة الأمريكيين الأصليين، إلتقت بهم “الشروق“، كيف أن هؤلاء يتحدثون عن محرقة اليهود ويدسّون المحرقة التي تعرّض لها الهنود الحمر؟.

وبلغة الأرقام، يحصي مسؤولو “العشائر الأصلية للأمريكيين”، نحو 3 ملايين أمريكي أصلي، تؤلفهم 565 عشيرة معترف بها من طرف السلطات الأمريكية، إلى جانب 120 عشيرة ليس معترف بها رسميا، وتركز على العشائر على ضرورة عدم الفصل بين الدين والدولة عكس العديد من الأطراف في الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك، يبدأ “الهنود الحمر” اجتماعاتهم ولقاءاتهم ومختلف أنشطتهم الرسمية، بقراءة “تعويذة” باللغة الأصلية.

وفيما يعبر السكان الأصليون عن ارتياحهم نتيجة توقيع حكومة باراك أوباما مؤخرا لـ”مدونة حقوق الهنود الحمر”، فإن الذاكرة الجماعية للعديد ممّن التقيناهم، تعود بمرارة إلى حكايات وشهادات قادمة من “الإبادة”، وتستغرب جمعيات محلية عن اختيار السلطات الأمريكية لمنطقة نيومكسيكو تحديدا من أجل إقامة مصنع للقنابل النووية، وهو ما أثر سلبا في معنويات وحياة وتجارة وفلاحة السكان القريبين لهذا “المخبر” الذي يرى بعض “الهنود الحمر” أن هدفه هو مواصلة الإبادة في حق السكان الأصليين!.

 ونحن بنيو مكسيكو، علمنا أن هذه الولاية الأمريكية عرفت مؤخرا نقاشات ساخنة بالبرلمان المحلي بشأن إمكانية بقاء رخصة سياقة السيارات متاحة للأجانب الذين ليس لهم رقم الضمان الاجتماعي، وأيضا حول مبادرات نيابية لإعادة العمل بحكم الإعدام.

لا حصانة للسيناتور خارج البرلمان

في زيارتنا إلى نيو مكسيكو، كانت لنا فرصة زيارة مركز التعلم الدائم، في قرية وتني، حيث قدم لنا السيد هايس لويس وهو معلم ومصلح مستقل من السكان الأصليين، لمحة عن حكومة بوابلو وقضايا حقوق الإنسان المتعلقة بـ”الهنود الحمر”، ويهتم هذا المركز بحماية وتدعيم الثقافات الأصلية مع الاستجابة إلى حاجيات قبيلة البوابلو والقبائل الأخرى في منطقة الفور كورنيرز.

كما التقينا في قرية سان إيدلفنسو مع ممثلين عن منظمة “تيوا ويمن يونايتد”، وهي منظمة غير ربحية، تسعى إلى تكريس صوت نسائي موحد، يجمع بين القبائل في أراضي تيوا بشمال نيو مكسيكو، وقد تقدمت السيدة كاثي سانشيز، مديرة القيادة النسائية والتوعية الاقتصادية، بشرح جهود البرنامج لدعم وتطوير القيادة وبناء القدرات بين النساء من السكان الأصليين وخلق وتقوية فرص القيادة لنساء الهنود الحمر.

ومن بين “القوانين الخاصة” والاستثنائية بنيو مكسيكو، تلاشي سلطة مصالح الأمن على محميات “السكان الأصليين”. ويرى سكان الناحية أن ذلك يكرّس منطق “دولة داخل دولة” إلاّ أن هذه “الدويلات المستقلة” تخضع في مجملها للحكومة الفيدرالية، وقد زرنا منظمة “سانتافي يوث وركس”، وهي منظمة غير ربحية تقدّم خدماتها إلى أكثر من 2000 شاب من المحرومين والمعرّضين إلى المخاطر في منطقة سانتافي وشمال نيو مكسيكو، وتستقبل هذه المنظمة نحو 200 شاب خلال السنة، أعمارهم تتراوح ما بين 16 و26 سنة، وهي محضنة لضحايا الإنحراف والمخدرات والمشردين والهاربين من بيوتهم.

في نيو مكسيكو، كانت لنا فرصة أيضا للقاء بيتر وريث، سيناتور الولاية، وهو من النواب الديمقراطيين، أكد أنه يشتغل متطوّعا بلا راتب رسمي حاله حال كلّ المنتخبين، في وقت يستفيد فيه المجلس التشريعي للولاية من 500 إلى 100 ألف دولار كتبرعات مختلفة، بينما تتحصل نيو مكسيكو على 5.4 مليار دولار، كميزانية تقدّمها لها الحكومة الأمريكية.

وقال السيناتور الذي استقبلنا بمقرّ البرلمان المحلي لمدينة نيو مكسيكو، أن ميزانية هذه الولاية نزلت من 6 إلى 4.5 مليار دولار، ومع ذلك أكد وريث أن الولاية رفضت رفع الضرائب على المواطنين لتعويض حجم الخسارة والفارق، ولم يتحرّج السيناتور من التأكيد على أن الرئيس أوباما “يُعادله” الحاكم، سواء في نيومكسيكو أو غيرها من الولايات الخمسين لأمريكا، مشيرا إلى أن قوانين الفيدرالية بإمكان الحاكم قبولها أو رفضها.

وعن العمل النيّابي للسيناتورات، كشف مستقبلنا، ان سيناتورات في نيومكسيكو، رفعوا دعوى قضائية ضد حاكمة الولاية بسبب رفضها التوقيع على قانون تشريعي صادق عليه مجلس شيوخ المدينة، مؤكدا أن المنتخب يتمتع بالحصانة داخل البرلمان فقط، لكن عندما يكون خارجه، فإنه مواطن عادي في الحقوق والواجبات، ويُمكن مقاضاته إذا ثبت تورطه في قضية معينة.

مذابح… 13 أسطورة وآلهة بيضاء من الشرق

بحثنا عن الحقيقة والسرّاب في شهادات مثيرة واعترافات خطيرة، ترعاها محميات لسكان أصليين أطلق عليهم إسم “الهنود الحمر” وهي التسمية التي يقول بعضهم إنها نتيجة “خطأ” ارتكبه كريستوفر كولمبس في رحلته لاكتشاف قارة أمريكا، وتقول “الحكاية” إن هجرة السكان الأصليين بدأت منذ 40 ألف سنة مضت، وقد كان مصير الكثير منهم الموت بسبب الأوبئة مثل مرض الجدري التي حملها لهم الأوروبيون الذين بدأوا حينها بالاستقرار في أمريكا.

في عام 1674، تنازل الهولنديون عن ممتلكاتهم الأمريكية لإنجلترا، وسميت مقاطعة هولندا الجديدة باسم نيويورك، كما تم التعاقد مع الكثير من المهاجرين الجدد، ليعملوا كخدم وهو ما مثل نحو ثلثي المهاجرين إلى ولاية فرجينيا بين عامي 1630 و1680. ومع دخول القرن الثامن عشر، أصبح العبيد الأفارقة المصدر الرئيسي للقوة العاملة، وبعد تقسيم مستعمرة كارولينا في عام 1729، واستعمار جورجيا عام 1732، تأسست المستعمرات البريطانية الثلاث عشرة والتي ستصبح لاحقا نواة الولايات المتحدة، ضمت جميعها حكومات محلية حرة منتخبة ومتاحة لجميع الأحرار، وذلك بسبب تزايد الإعجاب بالحقوق التقليدية للرجل الإنجليزي والشعور بالحكم الذاتي الذي يدعم النزعة بنظام جمهوري، كما عملت جميعها على تشريع تجارة العبيد الأفارقة. وتقول الروايات إنه لما وصل كريستوفر كولمبس عام 1492 أرض “الهنود الحمر”، كان عددهم يقدّر ما بين 40 إلى 90 مليونا، ولما جاء الأسبان وجدوا 50 قبيلة هندية في الغرب بما فيها شعب بوابلو وكومانش وبيمان ويمان وكانت لهم لغتهم المتنوعة، وجلب الأوربيون معهم الأمراض عن طريق الحرب البيولوجية كالجدري والحصبة والطاعون والكوليرا والتيفوئيد والدفتيريا والسعال الديكي والملاريا وبقية الأوبئة التي كانت تحصد السكان الأصليين.

كان الهنود الحمر يؤمنون بثلاث عشرة أسطورة هي بمثابة كتاب مقدس له، حيث تتحدث هذه الأساطير عن مجيء آلهة بيضاء من الشرق عبر أمواج المحيط، ستكون مخلصة لهم من جميع الشرور والخطايا، وبالتالي كانوا يجمعون قطع الذهب والمعادن النفيسة ليقدموها قرابين إلى هذه الآلهة المقدسة حال ظهورها… عادت سفن كولمبس إلى إسبانيا محملة بالذهب، وراحت بعده سفن الذهب تنهب من القارة الجديدة، لم يكتشف الإسبان وقتها مناجم ذهب، وإنما كان الهنود الحمر بمقتضى ثقافتهم يجمعونه منذ قرون عديدة بانتظار هذه “الآلهة البيضاء” ليقدموه قرابين لها، وهو الاعتقاد بوجود مناجم الذهب، الذي جعل محاولة تصفية وإبادة السكان الأصليين في مقدمة الإهتمامات والأولويات.

إبادة 112 مليون أمريكي في حروب جرثوبية

وينقل “الأصليون” شهادات تاريخية يستعرضها كتاب تاريخي قديم كتبه رجل دين إسباني في أواسط القرن السادس عشر، كان شاهدا على المذابح التي قام بها الإسبان بعد اكتشافهم قارة أمريكا على يد كريستوفر كولمبس. والكاتب هو القس الإسباني، برتولوميو دي لاس كاساس، واسم الكتاب “مذبحة الهنود الحمر”، حيث ينقل المذابح الوحشية التي أوقعها الإسبان بالسكان الأصليين في قارة أمريكا، فكتب كتابه عام 1542م وأهداه إلى الملك فيليب الثاني لكي يطلعه على ما حدث هناك من وحشية، ترجم الكتاب إلى معظم اللغات العالمية ومنها اللغة التركية، حيث طبع أربع طبعات.

واستمرّت المحارق إلى أن اندلعت ثورة بوابلو (1680 – 1692م) ضد المستوطنين الإسبان الذين كانوا قد استقروا فيما يسمى الآن بمنطقة أريزونا ونيومكسيكو، وكان السبب هو منع الجنود والقساوسة الإسبان للهنود من ممارسة عباداتهم الخاصة وإخضاعهم لنظام الاستعباد.

لكن الغريب، أن الشهادات لم تتوقف عند الإسبان أو “العدو الخارجي فقط”، لكنها تتهم حاملين للجنسية الأمريكية بمواصلة الإبادة في حق “السكان الأصليين”، حيث تتحدث الروايات عن إبادة 112 مليون إنسان ينتمون إلى أكثر من 400 أمة وشعب، كانوا يملأون أرجاء القارة الأمريكية، لم يبق منهم في إحصاء مطلع القرن العشرين الماضي سوى ربع مليون، مع الحديث عن 93 حربا جرثومية شاملة، إستأصلت حياة الملايين من هذه الشعوب الأصلية.

ومازال “السكان الأصليون” إلى اليوم، بحسب ما لمسناه من زيارتنا إلى نيو مكسيكو، يتذكرون فصول هذه الإبادة الجماعية التي حاول فيها “الكوبوي” استئصال “الهنود الحمر” وتضليل الرأي العام بأفلام وخيال هوليود، وهي الذاكرة التي أيقظتها “الجمرة الخبيثة” التي ذكّرت الهنود الحمر قتلاهم الذين أبيدوا بجراثيم الجدري الموازي اليوم لمبيد الأعشاب البرتقالي وغاز الخردل واليورانيوم المستخدم في الفلبين وكوريا والعراق.

وتؤكد روايات السكان الأصليين أن الولايات المتحدة الرسمية لم تعترف أبدا بعدد الهنود الحمر، الذين أبيدوا في الشمال الأمريكي، فالكتب المدرسية تؤكد أن تاريخ الإنسان في الشمال الأمريكي لم ينطلق إلا مع وصول الإنسان الأبيض أواخر القرن السادس عشر، أما تلك “القلة الضئيلة المشاغبة من المتوحشين الهنود”، الذين لم يتجاوز عددهم آنذاك المليون، فقد حفروا قبورهم بأيديهم في حروب متكافئة شفافة، كانوا هم المسؤولون عن إضرام نارها وحصد أضرارها، أو أنهم ماتوا قضاء وقدرا بالأمراض الفتاكة التي حملها الأوروبيون معهم دون قصد.

استأصلوا هذا الجنس اللعين

يقول تقرير نشر في مجلة “هاي” الأمريكية في وقت سابق، إنه من بين كل أربع قبائل تعيش قبيلة واحدة بأكملها في فقر، ويعيش أكثر من نصف مليون منهم في “محميات مستقلة” وتفسر المجلة هذا الإسم الذي يطلق على أماكن تجميع الحيوانات، بأنها عبارة عن مساحات من الأرض أَرغمت حكومة الولايات المتحدة هذه القبائل على الانتقال إليها والعيش فيها قبل أكثر من قرن، وينقل التقرير انتشار البطالة وإدمان الكحول والانتحار والأمراض، والقليل فقط منهم من يهرب من هذا الواقع الأليم ويعيش حياة أفضل.

الوضع بهذه المحميات بحسب وصف صحافي أمريكي، يُدعى “نك كولاكاوسكي”، أسوأ بكثير من المناطق الفقيرة عبر العالم، فهناك كلاب ضالة، ورش صغيرة تنفث الدخان، سيارات قديمة و”محشاشات” لاستنشاق المخدرات… وتشير بعض التقارير الأمريكية، إلى أن نسبة الحاصلين على شهادات جامعية من بين السكان الأصليين لا تتجاوز11  بالمائة، وأن 50٪ منهم لا يتمتعون ببرامج الحكومة.

…اليوم تنام الحقيقة والذكرة الأخيرة داخل متحف “الهولوكست” في واشنطن على أنقاض السوق التجارية لمدينة “نكن شئنكة” الهندية القديمة، وفوق جثث شعب الكونوي، الذي أباده الغزاة في العام 1623م على ضفاف نهر البوتوماك، حيث أنذاك دعوة زعيم الهنود “تشيسكياك”، إلى مأدبة أنخاب تعبيرا عن “الصداقة الخالدة بين الأمتين”، لكن تم تسميم المفاوض الهندي ومعه أسرته ومستشاروه ومائتان من حاشيته.

وفي أواخر ما يسمى بالحرب الهندية الفرنسية، ظهرت أول وثيقة دامغة تثبت استخدام الأمريكان للسلاح الجرثومي عمدا، وتؤكد أن إبادة الهنود بالسلاح الجرثومي كانت سياسة رسمية، ففي سيناريو كلاسيكي منقح لقصة تسمم الزعيم تشيسكياك بأنخاب “الصداقة الخالدة” على ضفاف نهر البوتوماك، كتب القائد الإنجليزي العام اللورد جفري أمهرست عام 1736 أمرا إلى مرؤوسه الكولونيل هنري بوكيه يطلب منه أن يجري مفاوضات سلام مع الهنود الحمر، ويهديهم بطانيات مسمومة بجراثيم الجدري من أجل: “استئصال هذا الجنس اللعين”!..

…غادرنا نيو مكسيكو بعد أن سمعنا قليلا من كثير حكايات لا تنتهي لعشائر “الهنود الحمر” أو السكان الأصليين، الذين مازالوا يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم وتاريخهم وشواهد إبادتهم ومحمياتهم التي لا يدخلها الجميع حتى وإن كان قادما من ولايات أمريكية أخرى… غادرنا المدينة التي لا تتطلب منك جهدا كبيرا لاكتشاف طيبة أهلها وبساطة تفكيرهم وطموحهم، ربما لما عاشوه وعايشوه من مآسي وتراجيديا، وهم يؤكدون بأن سينما هوليود من خلال أفلام “الواسترن” شوّهتهم وصوّرتهم على أنهم “وحوش” وأن “الكوبوي” أو “الرجل الأبيض” هو صاحب حق وحامل مشروع وإنسان متحضر وعرّاب أخلاق وإنسانية… غادرناها في وقت مازال سكانها ينتظرون حقوقهم، فهل ستتحقق في يوم من الأيام فوق أراضي العمّ سام؟!.

أضف تعليق